تونس- عربي 360 – خاص
يومان يمكن اعتبارهما استثنائيان تعيش على وقعهما تونس بمناسبة احتضان مدينة الثقافة ” الشاذلي القليبي ” فعاليات الدورة الأولى من تظاهرة ذات أبعاد عربية تحتفي بالطهي العربي و تولت الجامعة التونسية للمطاعم السياحية تنظيمها يومي 1 و 2 فيفري الجاري بالتعاون مع وزارة السياحة و الصناعات التقليدية التونسية و سفارات عربية معتمدة بتونس. الجانب الاستثنائي التظاهرة يتمثل في أنها تربط بين ما هو معاصر و حيني و يتمثل في تطور الإهتمام بالطهي و الطبخ في المجتمعات المعاصرة و ما هو أكثر قدامة و اتصالا بالتاريخ. لا شك أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يطبخ و يطهو ما يأكل. و هنا يمكن العودة إلى ما يؤكده عدد كبير من علماء الانتروبولوجيا من أن اكتشاف الطبخ هو الذي أدخل الإنسان إلى الإنسانية لأنه نقله من مرحلة أكل اللحم الطازج إلى اللحم المطبوخ و هو الذي يمثل المرحلة الوسيطة، و التي تتحكم فيها الثقافة، بين اللحم الطازج و اللحم المحترق و كلاهما لا يأكله الإنسان. حول الطبخ و الطهي و الأكل تطورت ثقافات و محرمات و صناعات واكتشافات و مع تطور نزعة العولمة ازداد الصراع حول الطعام و الأكل و المأكولات مع تنامي تسليع المنتوجات و اعتمادها أداة للترويج السياحي. يضاف إلى ذلك أن وجود المجتمعات العربية في ” منطقة الاستهداف ” يعطي للمطبخ و ما يرتبط به من أطباق و بهارات و تقنيات أهمية مضاعفة خاصة حين نستحضر سعي الكيان الصهيونى السطو على أطباق فلسطينية و غيرها من مظاهر افتكاك مكونات الثقافة العربية.
تظاهرة ” الطهي العربي ” أدركت كل هذه الأبعاد و هو ما جعلها متنوعة الأركان جمعت بين العروض و المحاضرات والندوات و حصص التذوق و التوثيق.
هشام الحاجي