مقالات مشابهة
تفتح أنس جابر آفاقا و طرقا غير مسبوقة و غير مألوفة في تاريخ الرياضة النسائية العربية. لقد استطاعت هذه الفتاة المنحدرة من الساحل التونسي أن تبلغ مؤخرا المرتبة الثانية في تصنيف اللاعبات المحترفات لرياضة التنس في العالم . كانت رياضة التنس مجالا حصريا للشعوب الأوروبية و الأمريكية و للطبقات المرفهة .و حين نضيف إلى ذلك ما تواجهه المرأة العربية من عوائق في ممارسة الرياضة ندرك جيدا أهمية ما تقوم به أنس جابر التي تحولت إلى قدوة و إلى نموذج يحتذى من الشباب العربي.
و هذا أمر شديد الأهمية نظرا لما يسود مجتمعاتنا من إحباط و من هيمنة الشعور بانسداد الأفق مع ما يؤدي اليه ذلك من انزلاق نحو سلوكات مشحونة بالعدوانية المرتدة للذات أو التي تستهدف الآخرين.
و مما يرفع من قيمة أنس جابر بقدوة ايجابية أنها لا تستند إلى عائلة ثرية أو ذات نفوذ بل تشق طريقها استنادا إلى جهدها و إلى ما يحركها من رغبة في النجاح و التألق. و يضاف إلى ذلك ما يميز سلوك أنس جابر من تواضع حقيقي و من تمسك بأسس الأخلاق العربية التي تثمن الاحتشام و تحنب التباهي و كل سلوك غير محمود . أنس جابر و محمد صلاح و رموز أخرى قد تظهر ليسوا مجرد ” نجوم” ملاعب بل هم نجوم مشعة نجاحا و قيما و يمكن أن يفتحوا آفاقا غير مسبوقة للشباب العربي.
