الإنتخابات الرئاسية الفرنسية وجع رأس إضافي لبايدن

اصبح الصراع على دخول الاليزيه منحصرا بين الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون و رئيسة الجبهة الوطنية ان ماري لوبان. يبدو واضحا أن اللجوء إلى دور ثان يوم 24 افريل الجاري سيكون حتميا للفصل بين مترشحين تحظى حملتهما الانتخابية بمتابعة أهم العواصم لان فرنسا تبقى، رغم تراجع دورها في عدة قطاعات و مجالات ، لاعبا مؤثرا في اوروبا و العالم .

و يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية زادت من اهمية الإنتخابات الفرنسية خاصة لدى واشنطن. ذلك أن العلاقة بين واشنطن و باريس لا تخلو منذ مدة من مواطن فتور بسبب تباين المصالح في افريقيا و العالم العربي . و رغم ان ماكرون يرتبط بنفس دوائر المال و القرار في ” الدولة الكونية العميقة” التي ترتبط بها الطبقة السياسية الامريكية إلى انه كان ” مضطرا” لاخذ مصالح فرنسا بعين الاعتبار و لعدم الظهور بمظهر التابع لواشنطن خاصة و ان الوعي الجماعي الفرنسي يحتفظ بعدة وقائع تبرز التباين بين البلدين علاوة على ادراك النخب الفرنسية ان واشنطن قد وضعت عدة عراقيل أمام البناء الاوروبي الموحد.الرئيس الامريكي جو بايدن لا يخفي ، حسب مصادر أمريكية، انزعاجه من تمسك ماكرون بالاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين معتبرا ان ما قام به ماكرون يفتح شروخا في الموقف الأطلسي و يمثل تمسكا من ساكن الاليزي بدعوته إلى أن تنأى الدول الأوروبية بنفسها ، و لو قليلا، عن الحلف الاطلسي في رسم سياساتها الدفاعية.و تخشى واشنطن ان يعمق ماكرون في صورة فوزه بعهدة رئاسية ثانية هذا التوجه و هو ما يضعف السياسات الأمريكية.

و في المقابل فان الرهان على ان ماري لوبان لا يستهوي واشنطن خاصة و ان مرشحة اقصى اليمين تراهن على تغذية ” الكبرياء و الفخر ” الفرنسيين إلى درجة تجعلها تدفع نحو استقلالية أكبر تجاه الجميع بما في ذلك واشنطن و هي التي تستحضر في لاوعيها سيرة ” جان دارك” و تريد أن ” تدخل التاريخ” مثلها. الارتباك الاستراتيجي لواشنطن امام الإنتخابات الرئاسية الفرنسية جعلها تضخم من امكانية تدخل اجهزة روسية في هذا الاستحقاق للتلاعب بالناخبين عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي و غيرها من طرق التأثير الخفية و هو ما يعني ضمنيا التسليم بهزيمة أمريكية في مجال الحرب الإلكترونية.

شاهد أيضاً

بعد 100 عام: تركيا تعلن تغيير إسمها وطريقة نطقه بالإنجليزية رسمياً

قررت السلطات التركية، اليوم الاثنين، رسمياً تغيير اسم البلاد وطريقة نطقه باللغة الإنكليزية، بحسب ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *