تونس- عربي 360 – خاص.
أطلق الإتحاد العام التونسي للشغل ما اعتبره أمينه العام نورالدين الطبوبي في كلمته الافتتاحية ” استشارة وطنية واسعة للمساهمة في تحديد ملامح مستقبل تونس”. هذه الاستشارة التي اعتبرها المتابعون للشأن التونسي ردا مباشرا على حوارات قصر الضيافة بقرطاج و التي تنتظم بمبادرة من رئيس الجمهورية قيس سعيد. ذلك أن الجمعيات و المنظمات التي استجابت لمبادرة المنظمة النقابية هي التي لم تشارك في حوارات دار الضيافة و عبرت عن تحفظات كبرى حوله . هذه التحفظات عبر عن اهمها نورالدين الطبوبي في كلمته الافتتاحية حين اعتبر أن الاتحاد العام التونسي للشغل لا يشارك في حوارات يكتنفها الغموض و انها تمثل مدخلا لضرب مكاسب الشعب التونسي. نورالدين الطبوبي أكد التزام المنظمة النقابية بصيانة الحقوق السياسية و بحمايتها و بتجند النقابيين للتصدي لكل ما يمكن أن يمثل عودة إلى ما اسماه ” مجتمعا قروسطيا”.
و بقدر ما حرص نورالدين الطبوبي على أن لا تكون لغته استفزازية بقدر ما كان واضحا في التأكيد على حالة القطيعة السياسية مع رئيس الجمهورية الذي أشار الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل إلى أنه يريد أخذ تونس إلى وجهة مجهولة و أنه ينسف كل مكاسب الشعب التونسي. و من ناحية أخرى حرص نورالدين الطبوبي على الإشارة بوضوح إلى رفض الإتحاد العام التونسي للشغل القطعي لما تردد عن حصول اتفاق بين الحكومة التونسية و صندوق النقد الدولي يؤدي إلى رفع الدعم عن السلع الأساسية و إلى تفكيك القطاع العام. نور الدين الطبوبي اعتبر ان الحكومة الحالية فاقدة للشرعية لانها لم تنبثق من انتخابات و هي بالتالي غير مخولة او مهيأة لاتخاذ قرارات تهم مستقبل الشعب التونسي لعقود . خطاب نورالدين الطبوبي اليوم حلقة أخرى في مسار التوتر و التصعيد بين الإتحاد العام التونسي للشغل و رئيس الجمهورية قيس سعيد و حكومته …تصعيد يبدو أن المنظمة النقابية لا ترغب في أن يكون ممتدا في الزمان و لكنها استعدت لادارته استنادا إلى ما راكمته من تجربة في إدارة العلاقات الإجتماعية و إلى ما تتمتع به من دعم في المجتمع المدني.