تونس – خاص .
لم يبحث نورالدين الطبوبي؛ صباح اليوم، عن ألفاظ حمالة أوجه في خطابه الذي ألقاه صباح اليوم في العاصمة أمام جمع من النقابيين و النقابيات الذين زادوا في حرارة الجو و دفع نورالدين الطبوبي إلى أن يوجه خطابا ” ناريا” و غير مسبوق في السنوات الأخيرة. الامين العام للإتحاد العام التونسي للشغل أغلق الباب أمام إمكانية التراجع عن الإضراب العام في الوظيفة العمومية و القطاع العام المقرر يوم الخميس 16 جوان الجاري و حرص على تذكير قيس سعيد بأن للاتحاد تاريخ في النضال و المواجهات و أنه لا يخشى النزال بل يعتبرها فرصة لتأكيد تجذره في تونس. خطاب نورالدين الطبوبي يمثل منعرجا خطيرا و حاسما في المواجهة بين رئيس الجمهورية و الإتحاد العام التونسي للشغل في سياق أزمة إجتماعية و سياسية غير مسبوقة في تاريخ تونس الحديث.
سامي الطاهري ” واهم من يريد إلغاء الاتحاد”
في سياق قراءة الوضع الحالي أشار الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري أن ” الاتحاد العام التونسي للشغل لا يبحث عن المواجهة مع اي طرف و لكنه يرفض في المقابل أن يقع السعي لتهميشه و الالتفاف على دوره و هو ما تسعى حكومة نجلاء بودن الى القيام به من خلال رفض تطبيق الاتفاقيات التي وقع امضاؤها و التحريض على النقابيين . الاتحاد العام التونسي للشغل يعرف مصلحة البلاد أكثر من غيره خاصة و ان لديه الى جانب التاريخ ما يكفي من الكفاءات للمساهمة الايجابية في مستقبل تونس و النقابيون لا يهابون السجون و لا يخيفهم التهديد و الوعيد و لن نتراجع عن الاضراب العام الا اذا ما شرعت الحكومة في تنفيذ ما وقع الإتفاق عليه.”.
منذر ثابت ” تصعيد خطير و لكن لا يمكن فسخ الاتحاد” .
و من ناحيته اعتبر المحلل السياسي منذر ثابت أن ” خطاب نورالدين الطبوبي اليوم تميز بنبرة تعبوية غير مسبوقة في السنوات الأخيرة. هناك استعادة رمزية لمرحلة الزعامات و خاصة سياق الاضراب العام لجانفي 1978 . ما يبدو واضحا أن امكانية الحوار قد اصبحت شبه منعدمة بين رئاسة الجمهورية و الإتحاد العام التونسي للشغل و ان المواجهة ستكون مكلفة اقتصاديا و سياسيا . من الصعب في ظل المواجهة أن تثمر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي و هذا في حد ذاته عامل سيزيد في تعميق الأزمة الحالية و في خطورة تداعياته . من الوارد ان تنزلق البلاد نحو العنف السياسي و هو ما قد يؤدي إلى مزيد تفكيك المنظومة السياسية الحالية “
