Arabi360 موقع عربي360
مقالات مشابهة
تعيش تونس في الساعات الأخيرة على وقع صدمة جديدة مردّها الرحيل المفاجئ و الدرامي للفنان هشام رستم. وقع الإعلان يوم الثلاثاء 28 جوان 2022 عن وفاة هشام رستم في منزله الذي يعيش فيه بمفرده و أن الوفاة قد حدثت قبل يوم على الأقل . و لكن ما أثار الجدل أن البيان الذي أعلن عن الوفاة تضمن إشارة إلى وجود آثار عنف على وجه الفقيد حتّمت إحاطة النيابة العمومية بالأمر. السلطات القضائية قرّرت بعد المعاينة الأولية.
فتح تحقيق عدلي و هو ما يعني أن شبهات جنائية تحوم بالوفاة . و كما كانت وفاته ” استثنائية فان حياة هشام حيدر كانت استثنائية في جانبين على الأقل. الجانب الأول يرتبط بما قام هشام رستم في السنوات الأخيرة من عمل كبير في مستوى الاحاطة بالايتام فاقدي السند و الإحاطة. أتاحت جهود هشام رستم الدؤوبة و التي اختار ان تكون بعيدا عن الأضواء و التظاهر لعدد من الأيتام أن يواصلوا تعليمهم و أن يتجنبوا متاهات التهميش و انسداد الأفق.
و لا شك أن هشام رستم ليس شخصية عادية في تاريخ المسرح و السينما في تونس . هشام رستم ينحدر من عائلة شركسية الأصل لأن مؤسس العائلة في تونس هو الجنرال رستم الذي ولد سنة 1820 بشركسيا و جيء به إلى تونس ليكون من ” مماليك ” العائلة الحسينية التي احتضنته و جعلته وزيرا للحربية من سنة 1870 إلى سنة 1877 و لعب دورا كبيرا في قمع الإنتفاضة الشعبية التي قادها علي بن غذاهم . دفع مؤسس عائلة رستم إثر ذلك ثمن مواقفه الرافضة للتدخل الفرنسي في الشأن التونسي و التي كان يلتقي فيها مع خير الدين باشا و لكن الصادق باي و ” مستشاره” مصطفى بن اسماعيل كان لهما رأي آخر. و لا شك أن هذه الاصول طبعت مظهر هشام رستم سواء في ملامح الوجه أو في طريقة الحديث و التحرك و لكنها لم تكن سببا للتعالي الكاذب لأن هشام رستم كان حريصا على أن يكون قريبا من الجميع و لم يمل إطلاقا إلى ” التباهي” بالجذور ” المخزنية” و هو ما جعل التونسيين يكتشفون بعد وفاته أن صلة قرابة وثيقة تربطه بالرئيس الراحل الباجي قائد السبسي. هشام رستم لم يختر طريقةالسهولة و هو الحائز على الدكتوراه في الأدب و كرس حياته للمسرح و التمثيل . كان يجيد بطلاقة الفرنسية و الألمانية و الانقليزية و الايطالية و استطاع الاندماج في الساحة الثقافية و الفكرية الفرنسية من خلال إقامة بباريس امتدت من 1967 إلى سنة 1994 . ترك هشام رستم بطولة أكثر من 80 مسرحية و 32 فيلما و 26 مسلسل و هو سجل لم يتحقق بعد في الساحة الثقافية و الفنية في تونس.
هشام الحاجي
